السيدة سمية بنت الخياط وهى اول شهيده فى الاسلام
هى زوجة ياسر بن عامر ثانى شهيد فى الاسلام و هى أم عمار بن ياسر من صحابة رسول الله صلى الله عليه و سلم الاول فى الاسلام.
كانت نعمل فى خدمة سيدها حذيفة و دخل ضيوف على الدار فكانت تخدمهم و تقدم الطعام لهم. ومن بين هؤلاء الضيوف ياسر بن عامر واخواه مالك و حارث.
ورفض ياسر العوده مع أخويه لمشقة الطريق ولارتياحه فى البقاء مع حذيفة فى مكة المكرمة حيث الأمن و السلام و بيت الله الحرام. واتخذه أبو حذيفة حليفا له و أعلن ذلك لأهل قريش.
وأعجبت سمية ياسر و هو ايضا أعجبها و طلبها من ابى حذيفه فزوجها له على ان يكون اولادها احرارا، وتزوجها وأنجب منها ثلاثة أبناء أحدهم عمار بن ياسر.
و مات حذيفة حليف ياسر ففقد الكثير من الحماية و الأمان و كبر ياسر وزوجته سمية و يفاجأ بكلمات عنيفة من عمرو بن هشام يعنفه بشدة لأن و لده (عمار) قد اتبع تعاليم محمد و أصحابه.
ويرجع ياسر حزينا الى بيته و يفاجأ بزوجته تزف اليه بشرى ايمان ولدها و ايمانها بالله الذى خلق السموات و الارض و الشمس و القمر و النجوم.
و تذكر ياسر عدم اقتناعه بالأصنام طوال عمره.
سأل ياسر ابنه (عمار) هل أخبرك محمد أن لهذه الآيات كلها خالقا يدير أمرها ؟
و يرد عليه ابنه عمار انه يقول ذلك و اكثر.
فيرد عليه ابوه بأنه لهذا السبب ترك بله و أهله و بقى فى مكة و شجعه على ذلك حبه لسمية.
و ذهب ياسر مع و لده الى محمد رسول الله صلى الله عليه و سلم.
وعلمت قريش بالخبر فأحرق أبو جهل و أعوانه دار ياسر وأخذوه هو و زوجته وولده عمار و عذبوهم عذابا شديدا.
كانوا يشدون لحية ياسر و يضربونه بالسياط و هو شيخ لا يحتمل الضرب , و كانت سمية ترى زوجها كذلك و هى الاخرى
تتعرض للضرب و هما معا على مقربة من التعذيب الوحشى لولدهما عمار.
ورغم ذلك كله لم تصرخ سمية ..كانت تسبح الله و تدعوه فى صمت و خشوع ..تصبر صبرا رائعا ايمانا بالله و حبا للرسول.
وتنوعت أساليب التعذيب فكانوا يلقونهم على الارض ثم يكوونهم بالنار فى جنوبهم و ظهورهم ثم يضعون الحجارة الثقيلة على صدورهم .
و يبلغ امر ال ياسر للنبى صلى الله عليه و سلم فيسير اليهم مع عثمان بن عفان و يرى عذابهم الهائل و صبرهم البطولى... و حين تراه سمية تنطق على مرأى و مسمع من الكافرين:
"أشهد أنك رسول الله و أشهد أن وعدك الحق".
و أغاظ ذلك الكافرين فضاعفوا التعذيب و تراهنوا على أن تذكر سمية و أسرتها الأصنام بالخير و تسب محمداً .
ملئوا البراميل ثم صبوا الماء على اجساد الاسرة الصابرة بعد مسها بالنار...ورغم ذلك كله يذكرون الله.
أغرقوا وجوههم فى البراميل مرات و مرات حتى كادت تقطع أنفاسهم وأبو جهل يناديهم فى كل مرة أن يذكروا الأصنام بخير و يذكروا سيدنا محمد بالسوء أو يموتو؟.
و لا يسمع أبو جهل جوابا.. فشد على سمية و هى تقول بصوت متعب:
بؤسا لك و لآلهتك ,وهل من شىء احب الى من الموت الذى يريحنى من و جهك القبيح.
ويضيق أبو جهل بها فيضربها برجله ثم يطعنها بحربة فتموت لتكون أول شهيدة فى الاسلام.
ويقول ياسر وولده :
قتلتها يا عدو الله بؤسا لك و لألهتك..لقد ضرب لها رسول الله موعدا فى الجنة.
وقال ياسر أشهد أن وعد الله حق فاستمر أبو جهل يضربه حتى استشهد و أصبح ثانى شهيد فى الاسلام.