أســــترنــــــي !!!
استرني ..اسرني ..
أخذت ترددها وهي ملقاة على قارعه الطريق .. بعد حادث مروري مروع ،خلف الكثير من الإصابا والكسور لزوجها وأطفالها ، وأودى بحياتها ..
شابه في متقبل العمر تنادي زوجها حتى آآخر لحظه من حياتها بأن يسترها ..
بعد أن قذفت بها السياره خارجها ولم تستطع الحراك لتغطي ما تكشف منها رغماً
عنها ...
وما هي الا دقايق معدوده حتى فارقت الحياه
وهي تطلب الستر في الدنيا ...
اللهم استرها يوم العرض عليك .. واستر كافه نساء المسلمين في الدنيا والأخره ..
عندما سمعت بقصتها أصابتني رعشه .. ثم سالت دمعه من عيني .. وشعرت ببرده
تسري في عروقي .. ليس لأني اعرفها فقط .. بل للطرقه التي ختمت بها حياتها
..
ندعو الله دائما بأن يسترنا في الدنيا الفضيحه أو الشماته .. ونخاف أن نكون مضغخه في أفواه الذين يتصدون الخلل والزلل..
أولئك الذين لا هم لهم إلا وضع خلق الله تحت المجهر .. وكأنهم معصومون ..
نحـــن.. معشر النساء .كثيرا ما نظلم انفسنا وأهلنا وأزواجنا لصالح الاخرين ممن هم ابعد واقل شان في قلوبنا .
مثلاً : عندما ندعى لحضور حفله .فلا بد من شراء فستان سهره جديد وغال يجاري
آخر خطوط الموضه والوانها ..ومن ماركه معروفه ..إلخ ..بغظ البصر عن مدى
مناسبته من الناحيه الشرعيه أو القدره الشرائيه ..حتى أنه ربما لا يناسب
وزننا أوأعمارنا .. سعياً إلى إرضاء الناس فقط!
رغم اننا نعلم تماما ان أرضاء الناس غايه لا تدرك !!
مثال اخر :مع العوده الى المدارس والحاجه الى التسوق من اجل متطلبتنا جد ان
الطالبات من جميع المراحل يسعين الى اقتناء آخر خطوط الموضه ضمن إطار
قوانين المدرسه او الجامعه .. وقد تم تجاوز تلك القوانين عند غياب الرقابه
النضاميه الصارمه ..
وحتى الاطفال الصغار في المراحل الابتدائيه أو الاعدايه يجهزون اغراضهم مع خر فلم كرتةني او افضل شخصيه كرتونيه
..فكل ادوات المدرسه لو كبرت او صغرت .. لابد ان تحمل شعار هذا الفلم أو الصوره لتلك الشخصيه الكرتونيا
بل الامر تعداه الى العطور وأدوات التجميل وغيرها ..
خلال جولتنا في احد الاسواق وقعت عين طفل اختي على شخصيتها الكرتونيه
المفضله . وبما اني أجهل هذه الشخصيات بدات بأقناعي وارتكزت على اسلوب
استدرار العطف والرجاء الحار للحصول على موافقتي . وعندما فقدت الامل قالت
"سأشتريها من مصروفي الشخصي "
هذا الهوس بمجارات مواكبة نجوم العصر جعل من الصعب اعراضه والوقوف في وجهه
..دون بذل الجهد في التربيه . وايجاد البديل المناسب والمنافس .والبدء
جدياً بحمله مقاطه الموضه الخليعه واستبدالها بموضه محتسمه مستوحاه من
خلفيتنا الثقافيه والشرعيه والبيئيه ..
ان من جعلت همها متابعه كل جديد في الاسواق المحليه والعالميه . لا ريب
انها شغلت نفسها بماديات لحياه حتى سيطرت عليها فلم يعد لديها هم اخر يوازي
بيوت الزياء وجديدها .. ولم تسطتع ان تمسك بزمام امرها فتكون كمن يعمل
لدنياه كأنه يعيش ابداً . ويعمل لاخرته كأنه يموت غداً..
ما نفكر به في الدنيا وما نشغل به حياتنا هو بالتأكيد ما سنختم به اعمارنا
. ويكون معنا في الاخره شاهداً على عمرنا فيما افنيناه .. إا ن رحم ربي ..